من هم النخبة الاقتصادية؟

في البلاد شريحة واسعة من الأفراد يعتبرون أنفسهم النخبة، إما لحقائب وزارية حملوها سابقا، أو مناصب رفيعة قادوها في مؤسسات الدولة، أو حتى نصبوا أنفسهم في ذلك المستوى لحجم العشيرة التي ينتمون إليها.

المفكر الإيطالي نيكولو ميكافيلي (1469-1527)، "شجع على استخدام كل الوسائل والأساليب من أجل تحقيق الأهداف. واعتبر إمكانية الوصول للأهداف، بغض النظر عن الوسائل التي تستخدم لتحقيق ذلك".

من هذا المفهوم السلبي انطلق الكثير من الرموز في المجتمع، وأخذوا يعرفون مصطلح النخبة على أنه "فن الخداع" و "فن الغش" و "فن السيطرة" و "فن التغلب" بكل الوسائل، وعلى حساب الآخرين، دون رحمة، بل ذهبوا إلى التأكيد على أن الشعب لا يعلم، ويبقى جاهلا في الشؤون الاقتصادية.

تلك الأسباب قد تكون بعيدة عن واقع الحياة للطبقة المحكومة، ويمكن القول إن الغالبية العظمى "المسيطر عليها"، تضررت كثيرا وأصبحت لا تستطيع توفير قوت اليوم، بينما يضخ آخرون في حساباتهم الملايين.

في الدول المتقدمة لا المتخلفة تقاس النخب على تقدير للنجاح الذي يؤدي فيه الفاعلون الاجتماعيون أو الاقتصاديون نشاطاتهم، ودورهم في التأثير ومدى قدرتهم على إحداث التغييرات بالطبع نحو الأفضل.

نخبة الاقتصاد الذين تستفتى آراؤهم في مشاريع قوانين اقتصادية جوهرية لا يستطيعون أخذ الحياد، ولا يقدرون أن يكونوا معتدلين في طرحهم، خوفا على مصالحهم الشخصية، كون غالبيتهم من رجال الأعمال أو مسئولون، يملكون شركات ومساهمات.

عدد محدود من الذين آثروا البحث والتقصي على حساب مكاسب يمكن أن يحققوها، وهؤلاء ابتعدوا كثيرا عن مفاهيم المحسوبية وطردوا الفساد، تلك الفئة قليلا ما نعرفها، قد تكون من رؤساء جامعات أو أكاديميين، أو حتى موظفين عاديين من الدرجة الثانية والثالثة.

الحكومات المتعاقبة -ويمكن القول معظمها- ضمت تلك النخبة وبقيت مجموعة تعيد وتزيد في الأدوار، لذلك بقي الحال كما هو عليه، وزاد الفقر وارتفعت البطالة طبعا لأسباب اقتصادية أخرى متشعبة.

نحتاج فعلا إلى إعادة تطوير مفهوم النخبة في بلادنا بل إلى إعادة النظر بمكونات ذلك المفهوم، الذي تم استنساخه بشكل خاطئ مع نشأة الدولة، وتعاقبت على تجرعه الأجيال منذ ذلك الوقت.

» الازمة الاقتصادية العالمية وتأثيرها على الاقتصاد الجزائري
» سياسات منظمات العولمة الاقتصادية لمعالجة العجز في ميزان المدفوعات