"نتنياهو يريد فرض الأمر الواقع بهدف تقسيم المسجد الأقصى" وصف
الشيخ الدكتور عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى المبارك في اتصال هاتفي مع
"الشروق اليومي" الأحد الوضع الجاري بالمسجد الأقصى بالخطير جدا، وأكد أن
الفلسطينيين أفشلوا للمرة الثانية محاولات يهودية لاقتحام المسجد الذي قال
أن إسرائيل حولته إلى ثكنة عسكرية منذ صباح الأحد بعد ما حشدت جيشها
وقواتها الخاصة في محاولة منها لفتح الطريق أمام جماعات يهودية لتنفيذ
اقتحام جماعي للمسجد بمناسبة ما يسمى بـ"عيد العرش". وانتقد الشيخ صبري الصمت العربي والإسلامي جراء ما يحدث للأقصى، معتبرا أن التعويل على الله وعلى الشعب الموجود في الميدان.
- كيف تصف لنا الوضع الراهن في المسجد الأقصى؟الشيخ
الدكتور عكرمة صبري: الوضع الجاري في المسجد الأقصى خطير للغاية، حيث شن
الاحتلال منذ صباح الباكر من يوم الأحد حملة عسكرية حول بموجبها المسجد
إلى ثكنة عسكرية، وشارك في العملية الجيش والقوات الخاصة وحراس الحدود
والخيالة والمستعربين، وهم اليهود الذين يتنكرون في ملابس عربية ويقومون
باعتقال الفلسطينيين. غير أنني أؤكد لكم أن الفلسطينيين أفشلوا للمرة
الثانية محاولات اليهود لاقتحام المسجد الأقصى مثلما أفشلوها الأسبوع
الماضي. فقد احتشد جموع المصلين بأعداد غفيرة على البوابات الخارجية وعلى
الممرات المؤيدة إلى المسجد الأقصى وحاولوا الدخول إليه من أجل الدفاع عنه
وحمايته، ورغم منع جيش الاحتلال لهم إلا أنهم ظلوا في أماكنهم متجمهرين
ومتحدين كل البطش والإرهاب الذي يمارسه هذا الجيش، أما المصلين الذين
كانوا بداخل المسجد الأقصى وصلوا العشاء والفجر وعددهم حوالي 500 مصل فقد
رفضوا بدورهم محاولات الشرطة الإسرائيلية إخراجهم بالقوة وظلوا مرابطين
بالداخل.
- وهل حدثت مواجهات بين قوات الاحتلال والفلسطينيين؟لقد
أصيب عشرات الفلسطينيين المعتصمين أمام المسجد الأقصى بعدما واجهتهم قوات
الاحتلال بالعدوان والضرب والاعتقالات. وحصلت المواجهات حول الحرم القدسي
بعد ما حاصرت قوات الاحتلال المرابطين داخل الأقصى إثر احتشاد متطرفين
يهود عند باب المغاربة وتهديدهم باقتحام الحرم لأداء طقوسهم الدينية.
- وهل كان الفلسطينيون على علم بهذه المحاولات الجديدة لاقتحام المسجد؟نعم،
لقد كنا على علم بذلك، لأن الجماعات اليهودية المتطرفة تعودت على محاولة
اقتحام الأقصى في كل أعيادها، ونهار أمس الأحد كان "عيد العرش" عند
اليهود، وبالتالي كنا نتوقع أن يقدموا على هذه الجريمة وجهزنا أنفسنا
لإحباطها مثلما أحبطنا محاولتهم السابقة التي كانت أيضا فيما يسمى عندهم
"عيد الغفران".
- في رأيكم، هل هذه المحاولات جاءت بأمر من حكومة نتنياهو؟بنيامين
نتنياهو هو يميني ومتطرف، يحظى بدعم الجماعات اليهودية المتطرفة وهو
بالتالي يلبي طلباتها وهو من أعطاها الأوامر باقتحام باحات المسجد الأقصى
من أجل الصلاة في أعياد "العرش والغفران"، ولكن هدفه أبعد من مجرد الصلاة،
حيث يحاول استغلال هذه الأعياد بغرض فرض واقع جديد على الفلسطينيين وهو
تقسيم المسجد الأقصى كما حدث للمسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل.
- كيف تقيمون لنا حجم الخطورة التي تواجه الأقصى المبارك؟الأقصى
يواجه خطرا حقيقيا والحفريات التي يقوم بها اليهود متواصلة من كل
الاتجاهات وقد أفرغوا الأتربة من أساسات الأقصى ويمكننا القول أنه أصبح
مفرغا ولكننا نسأل الله أن ينقذه.
- وما هو تعليقكم على مواقف الدول العربية والإسلامية إزاء ما يحدث للأقصى؟ لا
توجد مواقف عربية وإسلامية تدافع عن المسجد الأقصى المبارك، والشعب
الفلسطيني في القدس وفي أراضي 48 هم من يدافعون عنه في الميدان بكل ما
يملكون من إمكانات بسيطة. ونحن لا نعول على أحد، لا على السلطة الفلسطينية
ولا على أي حكومة عربية، وندعو الشعب الفلسطيني في مقابل ذلك الشعب العربي
إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى لحمايته من أي اقتحام وتدنيس تقوم بها
الجماعات اليهودية المتطرفة التي تأخذ أوامرها من رئاسة حكومة بنيامين
نتنياهو، ولنا أسوة في رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام والذي قال تشد
الرحال إلى ثلاث مساجد: "المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا".
- وما هو نداؤكم إلى العالمين العربي والإسلامي؟الأقصى في خطر وهو أمانة في أعناقكم وكل مقصر في واجبه سيحاسب يوما.