أزيد
من مليون طفل جزائري متواجد خارج مقاعد الدراسة و300 ألف طفل متمدرس
يتوجهون لسوق العمل في العطل، بينما يغادر مقاعد الدراسة سنويا 500 ألف
تلميذ يتلقفهم الشارع ويقتحمون عالم الانحراف من بابه الواسع، هذا ما أكده
رئيس "الفورام" مصطفى خياطي، مؤكدا أن هؤلاء الأطفال هم ضحية واقع اجتماعي
مر، وسياسة تربوية متناقضة... وأضاف
المتحدث أن 100 ألف طفل لا يلتحقون بالمؤسسات التربوية كل عام، خاصة في
مناطق الجنوب أين تمنع 30 بالمائة من الفتيات من التمدرس بسبب الظروف
المناخية الصعبة والعوّز وتقاليد بعض المناطق، وانتقد البروفسور خياطي
الاكتظاظ الكبير الذي تشهده المؤسسات التربوية بمعدل 50 تلميذا في العديد
من الأقسام، وهذا ما سوف يؤثر حسبه سلبا على الجانب البيداغوجي للتلميذ
والمعلم معا، وقال أن وزارة التربية تريد أن تحتفظ على معدل 40 فردا في
القسم، وهو ما سيسمح بمواصلة ضعف المردودية والتسرب المدرسي، وأضاف
البروفسور خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث أن تمديد
ساعات الدراسة وحشو المقررات الدراسية لن يزيد الطفل إلى خوفا وهروبا من
المدرسة، حيث أثبتت الدراسات التي قامت بها "الفورام" أن كثافة البرامج
أثر سلبا على الجانب النفسي للأساتذة، وباتوا أكثر توترا وعدوانية في
معاملة التلاميذ، حيث بين استطلاع للفورام أن 40 بالمائة من تلاميذ
الأطوار الثلاثة تلقوا عقوبات قاسية من طرف الأساتذة تمثلت في الطرد من
القسم والضرب، بالإضافة إلى الكلام الجارح الذي يعد من أكثر وسائل العقاب
انتشارا في المدارس الجزائرية.
20 بالمائة من الأطفال في سن السادسة لا يلتحقون سنويا بالمدرسةمن
جهتها كشفت رئيسة الجمعية الجزائرية لمحو الأمية السيدة عائشة باركي أن 20
بالمائة من الأطفال من هم في سن التمدرس لا يلتحقون بالمدرسة سنويا، وتشير
الإحصائيات المتعلقة بظاهرة التسرب المدرسي بالنسبة لتلاميذ السنة السادسة
ابتدائي سنويا إلى نحو 7,73 % من مجموع التلاميذ المتمدرسين، وتصل النسبة
حدود الـ8 % بالنسبة لتلاميذ مختلف أقسام الطور المتوسط، فيما تبلغ حدود
الـ23 % في نهاية هذا الطور، ورغم إعلان وزارة التربية الوطنية عن تواجد
أزيد من 08 ملايين تلميذ داخل المدارس الجزائرية، غير أن هذه المعطيات غير
متكافئة عبر التراب الوطني، حيث تقل في المناطق النائية التي تبعد فيها
المدارس عن المداشر والمناطق السكنية، مما يقلل من حظوظ التعليم بها نتيجة
عجز الأولياء عن توفير وسائل نقل لأبنائهم باتجاه المدارس البعيدة، وعادة
ما تكون الضحية الأولى لهذه الظروف هي الفتاة جراء خشية الأولياء على
بناتهم، ولانعدام ثقافة تدريس البنات بهذه المناطق، نتيجة العادات السائدة
بها والتي تضطر الفتاة فيها مغادرة مقاعد الدراسة في سن مبكر، رغم تفوّقها
الدراسي لمساعدة الأم في أشغال البيت وفي تربية إخوتها أو لتكوين أسرة.
وعلى
الرغم من مجانية التعليم في الجزائر فللفقر دوره؛ إذ يقترن التعليم
بمصروفات مباشرة أو غير مباشرة، إضافة إلى محدودية العائد الاقتصادي،
فضلاً عما يقتضيه استكمال التعليم الأساسي من كفاح الأطفال لإعالة أسرهم
والوفاء بحاجياتها في مقابل نيل شهادات يصعب ترجمتها إلى قيمة اقتصادية
واجتماعية
.