كماكان يتوقع المدرب رابح سعدان، كانت المواجهة ضد منتخب رواندا صعبة علىأكثر من مستوى، فقد تميزت بتحكيم فولكلوري ولعب رواندي بعيد عن قواعداللعبة، زيادة عن ضغط نفسي رهيب أثر على اللاعبين الجزائريين. مباراة الأعصاب والفرص الضائعةكان
رابح سعدان يعرف بأن مواجهة رواندا ستكون صعبة للغاية، وحاول طيلة أسبوع
كامل جعل لاعبيه في وضعية نفسية تسمح لهم بتجاوز الضغط الذي تفرضه
المقابلة. وقد بقي سعدان وفيا للعناصر الدفاعية التي حصنت الخط الخلفي
للخضر طيلة التصفيات. (عنتر يحيى، بوقرة وحليش) زيادة عن مطمور وبلحاج في
الرواقين، خماسي سمح للخضر بدخول المباراة بقوة وخلق مجموعة من الفرص
الخطيرة ضاعت كلها بسبب التسرع أحيانا وبفعل الأنانية أمام المرمى
الرواندي في أحيان أخرى. ولسوء حظهم، تلقى "الخضر" هدفا مبكرا جاء ضد مجرى
اللعب وشكل صدمة قوية للاعبين الذين تأخروا في النتيجة لأول مرة منذ بداية
هذا الدور. ولحسن الحظ أن غزال تمكن في ظرف قصير من تعديل النتيجة وسمح
بذلك للمنتخب الوطني بالعودة قي اللقاء.
صايفي خانه الحظ.. ورأسية غزال أعادت الثقةكانت
المرحلة الأولى من المباراة كلها في صالح المنتخب الوطني الذي تمكن من
الإغارة على منطقة الروانديين بفضل صايفي وغزال في رأس الهجوم ومساعدة
مطمور وبلحاج على الجانبين. وقد تبين من الفرص الكثيرة التي أهدرت أن
صايفي خانه الحظ في لقطتين على الأقل وكان بإمكانه تغيير وجه المباراة
كلية. أما غزال، فقد مارس الضغط الكافي على وسط الدفاع الرواندي حتى تمكن
من تعديل النتيجة برأسية، وهو الهدف الذي أعاد الثقة لبقية اللاعبين الذين
استعادوا التحكم في سير المقابلة إلى أن سجلوا الهدف الثاني من نذير
بلحاج. وبالرغم من تسجيل ثلاثة أهداف أمام المنتخب الرواندي، فإن المنتخب
الوطني لم يعرف الربط المعروف بين خطي الوسط والهجوم، خاصة وأن الروانديين
حاولوا التقدم والدفاع في أبعد نقطة من مرماهم.
غاب منصوري... فتأثر لموشية والوسطوإذا
حاولنا العودة إلى المردود العام للمنتخب الوطني، واعتبرنا أنه لم يكن في
المستوى الذي كنا نتوقعه، لا بد من الوقوف عند خط الوسط الذي شكل نقطة
قوته في المباريات السابقة التي لعبها. ويبدو أن غياب يزيد منصوري كان له
بالغ التأثير في وسط الميدان. ومعروف أن منصوري صاحب اللعب القصير،
بإمكانه التقدم بسرعة، زيادة عن التناوب على الدور الدفاعي من خالد لموشية.
وقد
بينت مباراة رواندا أن خط الوسط لم يظهر بالفعالية كما كان الحال في
المباريات السابقة. وقد حاول لاعبو الوسط مع مغني في ثاني ظهور له، وزياني
ولموشية الضغط على الروانديين ومنعهم من التقدم، لكن ذلك لم يكن بالأمر
السهل خاصة في الشوط الأول الذي كانت فيه الخطورة حاضرة من جانب منتخب
رواندا.
حكم أعمى.. وروانديون مهرجونوبالرغم
مما يقال عن المستوى الذي ظهر به المنتخب الوطني في مباراة رواندا، فإن
"الخضر" لعبوا ربما أسوأ مقابلة لهم منذ بداية التصفيات. فقد واجه "الخضر"
أكثر من خصم يوم الأحد الماضي. فزيادة عن الضغط الرهيب الذي تحمله
اللاعبون قبل المباراة، واجه رفقاء صايفي حكما من الطراز النادر. وحتى وإن
كانت مهازل الحكام الأفارقة كثيرة ومعروفة، فإن الحكم بعقوبة الغيني كان
بحق نجم المباراة برفضه هدفا صحيحا سجله عنتر يحيى. فكيف يمكن للإتحاد
الإفريقي لكرة القدم تعيين حكم في مستوى الغيني لإدارة مباراة هامة وحساسة
؟
وكيف يمكن لحكم دولي أن يغفل عن لقطة هدف بحكم تموقعه وقربه من الكرة؟وزيادة
عن هذا، اتخذ الحكم مجموعة من القرارات غير سليمة أثرت على لاعبي المنتخب
الوطني وأثارت أعصابهم. ومن جانب آخر، حاول اللاعبون الروانديون الإفراط
في الغش ورفضوا اللعب بهدف تكسير النسق الذي حاول "الخضر" فرضه بعد
تعديلهم للنتيجة، وحتى في هذه الحالة، لم يتحرك الحكم الغيني وكان سلبيا
للغاية.
الفوز مهم .. وتجنب البطاقات شيء إيجابيما
يحسب للمنتخب الوطني في مباراة رواندا، هو العودة في النتيجة بسرعة وتجنب
الضغط الإضافي بعد الهدف الذي أحرزه الروانديون في الدقيقة العشرين.
ومعلوم أنها المرة الأولى منذ بداية التصفيات التي يتخلف فيها "الخضر"
بهدف، وقد تمكن المنتخب الوطني العودة في اللعبة بإحرازه هدفين وتجاوز
مرحلة الشك التي لم تدم في الحقيقة إلا بضعة دقائق، وعلى العموم، يبقى فوز
"الخضر" مهما جدا، فقد سجل ثلاثة أهداف ضد رواندا، وهي التسعيرة التي طبقت
على المصريين وزامبيا في مقابلتين. كما يجب القول أن المنتخب الوطني دخل
مباراة رواندا تحت تهديد الإقصاء من مباراة مصر، بحكم أن نصف لاعبيه تلقوا
إنذارا في المباريات السابقة. وقد أبان اللاعبون الجزائريون عن برودة
أعصاب رغم افتزازات الروانديين طيلة التسعين دقيقة. وقد حقق "الخضر"
انتصارا هاما على الحكم الغيني الذي لم يوجه إنذارا واحدا للاعبي "الخضر".