الشعر والشعراء

الشعر والشعراء
ابن رشيق القيرواني
القضايا النقدية
القضية الثالثة
يعرض ابن رشيق القيرواني فضل الشعر و مزاياه وما يتعلق به من قضايا عديدة و متنوعة أوردنا اغلبها و أهملنا بعضها و بعد ا نياتي إلى النتائج التي انتهى إليها وقد اعتمد في معظمها على ما قاله الرواة و النقاد الذين سبقوه من أمثال . ابن سلام الجمحي وابن قتيبة وغيرهم يعود من جديد إلى الشعراء و فن الشعر ومعه كذلك مجموعة من الأقوال و الآراء غير أن تشخيص ابن رشيق في الكتاب جرأة واضحة جدا .
فالشعراء عنده أربع طبقات (جاهلي قديم) و(مخضرم إسلامي) و (محدثون) ثم قيل المحدثين طبقات من أولى وثانية و ثالثة.
يفهم من خلال تصنيفه هذا بان الشعراء الجاهلين مقدمون على غيرهم ثم يأتي بعضهم منزلة المخضرمين ثم الاسلامين ثم المحدثون . لكن المحدثين أنفسهم طبقات فالطبقة الأولة مقدمة على الثانية و الثانية على الثالثة و هكذا.
وان المحدث الأول – فضلا عن دونه – دونهم في المنزلة وبذلك يكون ابن رشيق واحد من السلافين الذين يقولون بأولية القديم و تفضيله عما سواه و يتساءل قائلا : "من هذا الشاعر الفحل فالشاعر مازال مستواه غير معروف حق يقول شعرا وعندما يتضح أمره و تعرف قيمته و مكانته و درجته فالشاعر الحقيقي عند ابن رشيق الذي يشعر بما لا يشعر به غيره من الناس فهو أدق يختلف عنهم و يتميز بخصائص ليست بينهم ومن هنا كان الشعر في رأي ".
قيل عمل الشعر على الحاذق به اشد من شعر الصحر و يقال الشعر كاكرا اهزل ما يكون على الجاهل اهو لي ما يكون على العالم و ألغيت أصحابه من عرف حق معرفته وأهل مناعة الشعر أبصر به .
الشعر الحق هو الذي تقدر درجته و تنهي ننسيته و طبيعته لقول الشعر حتى ينطلق من ارضية صلبة و متينة هي زاده الثقافة والخبرات والمعارف والتجارب لان الشاعر القوي هو الشعر المثقف الذي ياخذ من كل شيئ يعرق ويتعمق في موضوعاته التي يعالجها قصائده ومطبوعاته .
ـ لقيصر ـ مدريسة ـ تيارت -