الألوان أقوى من الكلمات في عالم المبيعات

تعتبر عملية اختيار الألوان عنصرا مهما جداً في مجال التسويق والمبيعات، فلطالما أثرت الألوان على الناس من خلال التغييرات النفسية وارتباطها بالمشاعر والمعاني، والتغييرات العصبية وارتباطها بالتفكير والسلوك.

وأظهرت الدراسات أن المستهلك لا يستغرق أكثر من نصف دقيقة لاتخاذ قرار بشراء منتج معين أو لا، ومهما كان الشعار الإعلاني وما يحمله من رسومات بديعة وخط أنيق، فإن هذا الوقت ليس كافياً لكي تؤدي هذه العناصر دورها في عملية القرار، إلا إذا كان ما يجذب المستهلك في المقام الأول هو لون الإعلان.

فعند استخدام الألوان بشكل صحيح، تستطيع إضافة التأثير والوضوح إلى إعلانك وإبراز النقاط المهمة، وعند استخدام اللون بشكل خاطئ، تعرض إعلانك للخطر وتتعرض للتشويش على جمهورك.

وتستطيع الشركات أن تضمن وصول رسالتها إلى العميل إذا نجحت في اختيار باقة فعالة من الألوان.

وهذا ما يتضح في العديد من الشركات العالمية الكبرى التي اتخذت ألوانا محددة في علامتها التجارية، مثل: شركة أي بي إم "IBM" حيث اللون الأزرق يدل على الاستقرار والمحافظة، وشركة يو بي إس "UPS" التي يحمل شعارها اللونين البني والأصفر ويرمز إلى الاستمرارية والعقلانية.

واللون يمكن أن يرتبط بالمنتج كمسحوق الغسيل '' تايد '' فاللون البرتقالي يميزه عن باقي المساحيق، وهنا نشير إلى ما ذكرته الأبحاث التسويقية في أن استخدام بعض الألوان في التغليف وخاصة للمنتجات الغذائية تساعد على ترويجها وبيعها أو العكس.

ويمكن تسخير الألوان لكي تنقل رسالة واضحة ومحددة عبر الوثائق التجارية المختلفة سواء كانت فواتير أو بطاقات عمل تعريفية وحتى الكتيبات الدعائية.

فعلى سبيل المثال إذا أرادت شركة ما أن تبعث الطمأنينة في نفوس زبائنها فإنها تستطيع إدراج اللون الأخضر في تصميماتها، أما إذا كانت ترغب في أن تجذب العميل بقوة، فاللون الأحمر وغيره من الألوان النارية الأخرى أكثر فعالية.

وتتمتع الألوان بتأثير عاطفي ونفسي عميق، لذلك فإن التعامل الصحيح معها لن يلعب دوراً حيوياً في توطيد علاقة الشركة بزبائنها فحسب، بل سيعود بالكثير من المزايا التجارية الملموسة على المدى البعيد.

وفيما يلي باقة من أربعة أسئلة حول ما إذا كانت الألوان الخاصة بك تعكس شخصيتك والصورة الحقيقية لمظهر الشركة التي أنت تريدها.

والسؤال الأول هو هل الألوان تروق للفئة المستهدفة؟ مع الوضع في عين الاعتبار المرحلة العمرية ونوعية الجنس وطبيعة الثقافة.

والسؤال الثاني، هل الألوان مميزة بحيث يمكن تمييز العلامة التجارية فوراً من النظر إلى ألوانها؟ وهنا يوضح خبراء التسويق والمبيعات أن العديد من المنشآت الصناعية الصغيرة التي تحمل علامات تجارية مشابهة من حيث التصميم والألوان لتلك العلامات التجارية العالمية تستفيد من مسألة الانتشار بين الناس.

في حين يتناول السؤال الثالث ماهية الرسالة التي تحملها تلك الألوان المختارة، ومدى أثرها على الفئة المستهدفة.

بينما يتطرق السؤال الرابع إلى مسألة إمكانية الاستمرارية والمحافظة على مكانة قوية في سوق تشتد فيه المنافسة يوماً بعد يوم، وذلك من خلال الاختيار المناسب للألوان بعيداً عن ألوان الموضة التي تنتهي بانتهاء موسمها.

وقبل عدة سنوات قامت إحدى الوكالات المتخصصة في التصميم - والتي طلب منها تصميم غلاف لكوب للقهوة - بإعداد دراسة تسويقية قبل البدء في عملية التصميم، من خلال استخدام عينة واحدة من القهوة وزعت على ثلاثة أكواب بألوان مختلفة، الأصفر، الأخضر، والأحمر، وطلب من بعض الأشخاص تذوق القهوة وإبداء الرأي حولها.

فوجد أن الشخص الذي تناول القهوة من الكوب الأخضر قد عبر عن مذاقها بأنها مرة المذاق، والشخص الذي تناول القهوة من الكوب الأصفر قال عنها أنها خفيفة ومنعشة، أما الثالث صاحب الكوب الأحمر فقد كان أفضلهم تعبيراً عندما قال إنها لذيذة وتبعث النشاط، مع أن الجميع تناول نفس القهوة.