وتخللت هذه
العروض بعض المشاهد المخلة بالحياء لنساء ظهرن عبر القوافل الإفريقية
بلباس فاضح تظهر منه كل عوراتهن، أثار استياء الجمهور الحاضر على حافتي
شوارع زيغود يوسف لأنه حتى إن مثلت هذه صلب التراث الإفريقي، إلا أن عرضها
في شوارع العاصمة شكل صدمة للجزائريين الذين* رفضوا* مثل* هذه*
المشاهد* التي* من* المفترض* أن* تؤسس* لجان* رقابة* لتمنع*
مثل* هذه* العروض* التي* تخدش* الحياء* العام*.
ظهور* بعض* النساء* عاريات* وهن* يقمن*
برقصات* استعراضية* جسدية* شبيهة* بالإباحية* أثار* دهشة*
العائلات* الجزائرية* التي* قدمت* من* جميع* نواحي* العاصمة*
لمشاهدة* القوافل* الإفريقية*.
وأشرفت على حفل الافتتاح الذي انطلقت فعالياته في
حدود الساعة الرابعة والنصف مساء وزيرة الثقافة خليدة تومي رفقة 37 مبعوثا
إفريقيا من وزير ونائب وزير ووكيل وزارة وبحضور والي ولاية الجزائر وعدد
من وزراء الحكومة.
وتوقف جمهور العاصمة الذي حضر فعاليات العرس
الثقافي بالجزائر عند أهم الرموز والميزات والمعالم الخاصة بكل دولة، بدءا
من استعراضات الفرقة النحاسية التابعة للحرس الجمهوري وفرقت المزود
والخيالة الجزائرية إلى غاية آخر استعراض للفرقة الفلكلور الزمبابوي.
وانساقت أنظار الحاضرين من نساء ورجال وأطفال نحو
الحركات والرقصات التعبيرية التي كانت تؤديها فرق الفلكلور الإفريقية
والتي تعكس حقيقة مشاعرهم وأحاسيسهم في طابع طقوسي سحري قادم من طابع
الحياة الإفريقية بمزيج من النغم والحركة، وتزامن افتتاح المهرجان مع
احتفال الجزائر بالذكرى السابعة والأربعين لعيدي الاستقلال والشباب،
انتقلت الوفود المشاركة إلى قصر الثقافة ورياض الفتح الذي شهد ليلة بيضاء
أنارت على أثرها أعالي العاصمة الألعاب النارية التي استعاد عبرها الجمهور
العاصمي ذكرى أول مهرجان احتضنته الجزائر في 1969.
وشارك في عملية التحضير للافتتاح الشعبي الذي
أشرفت علية مؤسسة الديوان الوطني للثقافة والإعلام 325 شخصا، على رأسهم
أكثر من 20 أجنبيا من فنانين ومهنيين ومختصين ايطاليين ولبنانيين، 60
فنانا جزائريا من نحاتين ورسامين متخرجين من مختلف مدارس الفنون الجميلة،
و70 متربصا في تخصصات عديدة من نجارة، تلحيم، دهن، بالإضافة إلى 100 مشارك
في ورشة التحضيرات، و8 أشخاص مكلفين بالملصقات خلال مدة انجاز قدرها 60
يوما.
أصداء من المهرجان
- جابت خليدة تومي شارع زيرود يوسف مع الوفود
الإفريقية مشيا على الأقدام وهي تحيي الجماهير التي اصطفت على جانبي
الشارع وكأنها ملك أو رئيس.
- بعض الحاضرين من كبار السن الذين عاشوا الطبعة الأولى للمهرجان بكوا خاصة لدى عزف الفرقة النحاسية للحرس الجمهوري.
- كان وزير الثقافة المصري فاروق حسنى اكبر
الغائبين عن المهرجان رغم الدعم الكبير الذي قدمته الجزائر لترشحه
لليونسكو كما غاب عن وقائع حفل الافتتاح كل من الوزير الأول احمد اويحيى
ووزير الداخلية..
- وقفت وزيرة الثقافة خليدة تومي رفقة ضيوف المنصة
التي تضم 37 وفدا إفريقيا تحية لقافلة الصحراء الغربية، يصفقون ويهتفون
وكأنهم بذلك ينادون لاستقلالية هذا البلد الشقيق، ولم تتوقف تومي عن
التصفيق إلا بعد أن سقطت قلادتها وراحت تحاول وضعها على عنقها.
- كان الجمهور الحاضر على رصيفي زيغود يوسف هادئا
للغاية ولم يقم بأي تصرف غير لائق وهو يشاهد طريقة اللباس الذي كانت
ترتديه بعض النسوة والفتيات الأفارقة الذي يختلف كثيرا عن تقاليد لباسنا،
ليكون بذلك قد أبدى وبطريقة حضارية انفتاحه على ثقافة الآخر، خاصة إذا
تعلق الأمر بشعوب قارته الإفريقية.
أراء عن المهرجان :
وزيرة سوازلاندا
أبدت وزيرة سوازلاندا "هلوبيسيل نديوفو" إعجابها بالافتتاح الشعبي قائلة:
"كان استعراضا رائعا لكل الفرق وأعجبت كثيرا
بطريقة التنظيم وبالغرض الذي قامت به الفرقة الفلكلورية لسوازلاندا"
وأضافت في تصريح للشروق وهي تمزح "امنحوني منصب عمل هنا وسأبقى للأبد".
مدير العلاقات العامة بوزارة النيجر
تحدث ليمان كوريمي مدير العلاقات العامة بوزارة
النيجر للشروق عن أهمية هذا المهرجان في تبيان التنوع الثقافي الإفريقي
الغني بحضارته ومعالمه التاريخية على مر العصور..
الإعلاميون الأفارقة:
"آري جو" إعلامي من التلفزيون السينيغالي
جئنا خصيصا لتغطية أضخم مهرجان ثقافي تشهده
العاصمة الجزائرية، كان حفل الافتتاح رائعا، حيث أظهر الثقافة الإفريقية
بكل ألوانها، هذا الاستعراض الذي أظهر الثراء الثقافي في مجال الفلكلور
الرقص واللباس التقليدي والكثير من الأشياء التي ترمز لذاكرة دول وحضارة
وطبيعة إفريقيا.
* صحفي ليبي عصام شعيب من جريدة الفجر الجديد
وجدنا في الجزائر كل الترحيب، وكانت مؤهلة في سنة
1969 في إبراز حركة التحرر للدول الإفريقية والطبيعة الجزائرية بما تمتلكه
من مقومات يمكنها المساهمة لاحقا في قيادة القاطرة الإفريقية حتى تثبت
هويتها في ظل العولمة.
* أحمد علي محمود من السودان مدير تحرير مجلة الشباب والرياضة
الجزائر تفتح صدرها دوما للعمق الإفريقي الذي
تنتمي إليه واستثمرت كثيرا في عمقها الإفريقي لذا تستحق هذه المكانة
المتميزة التي تجعلها في مقدمة القاطرة الإفريقية في كل المجالات.
* رافيال رئيس القسم الدولي والعلاقات الخارجية في صحيفة كاميرون تريبون
في 1969 كان حدث تاريخي كبير مكّن إفريقيا من أن
تقول كلمتها للعالم وأن تقدم إضافات للحضارة العالمية على عكس ما كان
يعتقده الكثيرون من الدول الغربية سابقا، والآن الجزائر عليها أن تتحدى
لإثبات الهوية الإفريقية في المحافل الدولية ومحاولة الإسهام في الحضارة
العالمية.