مفهوم الحوار عند روجي غارودي
روجيه غارودي أو رجاء غارودي - بعد إسلامه - قيمة فكرية كبرى ومنبر لقضا يا المسلمين العادلة ، يجيد التعامل مع العقل الغربي، وبذات منطق الغربيين ومن هذه القضايا التي يحسن محاورته مفهومه للحوار .
الجزء الرابع:
التعددية حافز للتدافع (ج2)
إن اعتقاد المسلمين خيرية أمتهم هي اعتقاد مشروط بتحقيقهم شروط الخيرية هي شروط لا يعتقدون احتكارهم لها بل هم أول الداعين إلى إشاعتها وتعميمها بين الناس بل هم مأمورون بتعميم العدل حتى على الأعداء ومن يكرهون "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجر منكم شنآن قوم على ألا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعلمون"- المائدة: {8}
" ولو يجر منكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتقدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب" – المائدة: {6}
بينما كانت عقيدة "التفوق - العنصري " دافعا لليهود كي يحتكروا كل تطبيقات القيم والأخلاق داخل عنصرهم وحدهم مستحلين فعل المحرومات مع الغير"ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون " آل عمران: {75}
فالاعتقاد بالتفوق والخيرية والأفضلية إذا تأسس على صفات خيرة واعتقادات أكثر صدقا وإنسانية وغير محتكرة لجنس أو عرق أو لون فانه يكون حافزا للتقدم والاستباق على طريق الخيرية والصلاح والإصلاح وفي ذلك أسباب ودوافع وحوافز للحيوية والغنى والثراء لرصيد الإنسانية من أسباب الخير ومقومات الصلاح وعوامل والإصلاح .
أما الدعوة إلى التركيز على " الأشباه والنظائر " في مقومات العقائد والثقافات والحضارات – سعيا إلى " الوحدة " التي تحل محل " التعددية المؤسسة على الخصوصيات فانه – فضلا عن خطئه – مستحيل لمعاندته سنن وقوانين الله في الاجتماع وثمرته المكنة التحقيق وخاصة في ظل اختلال موازين القوى بين حضارات عالمنا الراهن هي ثمرة مرة لأنها ستزيد من هيمنه الأقوياء على المستضعفين وستتصاعد باجتياح الغرب لمقومات وخصوصيات أمم وشعوب وحضارات الجنوب.
مقال للدكتور محمد عماره
عن مجلة العربي / لقيصر مدريسة