كاد المدرب الفرنسي لمنتخب زامبيا هرفي
"رونارد" أن يكرر نفس السيناريو الذي حدث في القاهرة ضد المنتخب المصري،
أين استطاع آنذاك منتخب الرصاصات النحاسية من فرض التعادل على الفراعنة
بهدف لمثله، هذه المرة وأمام المنتخب الجزائري أسال رفقاء فليكس كاتونڤو
العرق البارد للخضر، خاصة في الشوط الأول بفضل الخطة المنتهجة من طرف
رونارد.
هذا
الأخير لعب بنفس الأسلوب الذي خاض به المواجهة أمام المنتخب المصري يوم 29
مارس الفارط، حيث انتهج خطة بـ (4-4-2) بتعزيز وسط الميدان والإنطلاق
بالهجمات المرتدة مع الضغط على حامل الكرة، وهو ما أربك الخضر، خاصة وأن
المنتخب الجزائري لم يدخل كما ينبغي في المباراة، أين ظهر تفككا في خطي
الوسط والهجوم، غياب صانع ألعاب حقيقي لم يمكن الجزائريين من خلق فرص
حقيقية، أمام دفاع زامبي منظم بشكل جيد ومحضر كما ينبغي بدنيا.
من
جهته، فضل سعدان المحافظة على طريقة (3-5-2) التي كانت ناجحة ضد المصريين
آملا في تجاوز عقبة الزامبيين بسهولة، لكن الأمور لم تجر كما أرادها
"الشيخ" في الشوط الأول، بحيث أن مدرب زامبيا تفوّق عليه تكتيكيا، وظهر
ذلك جليا في السيطرة التي فرضها رفقاء القائد كريس كاتونڤو على وسط
الميدان أمام حيرة لاعبي الخضر والجمهور الجزائري.
بعد نهاية الشوط الأول بالتعادل الأبيض ازداد الضغط على الجزائريين الذين انتباهم بعض الشكوك.
"الشيخ" يغيّر الخطة ويحرّر "الخضر"إصابة
عنتر يحيى في الكاحل دفعت بالمدرب سعدان إلى تغيير الخطة والانتقال إلى
(4-4-2) بإقحام مغني في وضعية متقدمة مع الاعتماد على الرواقين الأيسر
والأيمن لغلق المساحات أمام مهاجمي زامبيا تدريجيا، وبدأ الخضر تدريجيا
يسترجعون توازنهم في وسط الميدان، وهو ما سمح لهم بنقل الخطر في دفاع
المنتخب الزامبي الذي تلقى هدفا قاتلا من صايفي في الدقيقة الـ 59، هذا
الهدف أعاد الثقة لرفاق بوڤرة الذين تحكموا أكثر في اللعب رغم الاندفاع
البدني القوي للخصم.
تصريحات
رونارد بعد نهاية اللقاء باستحقاق المنتخب الجزائري، دليل واضح بأن المدرب
الفرنسي اعترف بدهاء وحنكة المدرب الجزائري رابح سعدان الذي برهن مرة أخرى
بأنه يجيد قراءة اللعب بشكل ممتاز.