نزار قباني
قصيدة: هوامش على دفتر النكسة
الجزء الأول
انعي لكم أي أصدقائي اللغة العربية القديمة
والكتب القديمة.
انعي لكم
كلامنا المثقوب كالأحذية القديمة
ومفردات العهر والهجاء والشتيمة
انعي لكم...
انعي لكم...
نهاية الفكر الذي قاد إلى الهزيمة
مالحة في فمنا القصائد
مالحة ضفائر النساء
والليل والأستار والمقاعد
مالحة أمانا الأشياء
يا وطني الحزين
حولتني بلحظة
من شاعر يكتب شعر الحب والحنين
لشاعر يكتب بالسكين
لأن ما نحسه
اكبر من أوراقنا ..
لابد أن نحجل من أشعارنا
إذا خسرنا الحرب، لا غرابة
لأننا ندخلها
بكل ما يملكه الشرقي من مواهب الخطابه
بالعنتريات التي ما قتلت ذبابه
لأننا ندخلها
بمنطق الطبلة والربابه
السر في ماساتنا
صراخنا أضخم من أصواتنا
وسيفنا ..
أطول من قاماتنا ..
خلاصة القضية
توجز في عباره
لقد لبسنا قشرة الحضارة
و الروح جاهلية ...
بالناي و المزمار
لا يحدث انتصار ...
كلفنا ارتجالنا
خمسين ألف خيمة جديدة..
لا تلعنوا السماء
إذا تخلت عنكم
لا تلعنوا الظروف
فالله يؤتي النصر من يشاء
وليس حدادا لديكم ..
يصنع السيوف ..
يوجعني أن اسمع الأنباء في الصباح
يوجعني ..
أن اسمع النباح ...
ما دخل اليهود من حدودنا
و إنما ..
تسربوا كالنمل من عيوبنا ..
خمسة ألاف سنة..
ونحن في السرداب
ذقوننا طويلة
نقودنا مجهولة
عيوننا مرافئ الذباب .
لقيصر – مدريسة -